عنوان الزيارة
زيارة أمين الله لأمير المؤمنين (عَلَيْهِ السَّلَامُ)
الاستئذان للزيارة

اللهُمَّ إنّي وَقَفتُ عَلى بابٍ مِن أبوابِ بُيوتِ نَبيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وَآلِهِ وَقَد مَنَعتَ النَّاسَ أن يَدخُلوا إلاّ بِإذنِهِ فَقُلتَ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ ...﴾، اللهُمَّ إنّي أعتَقِدُ حُرمَةَ صاحِبِ هذا المَشهَدِ الشَّريفِ في غَيبَتِهِ كَما أعتَقِدُها في حَضرَتِهِ، وَأعلَمُ أنَّ رَسولَكَ وَخُلَفاءَكَ (عَلَيْهُمُ السَّلَامُ) أحياءٌ عِندَكَ يُرزَقونَ يَرَونَ مَقامي وَيَسمَعونَ كَلامي وَيَرُدّونَ سَلامي، وَأنَّكَ حَجَبتَ عَن سَمعي كَلامَهُم وَفَتَحتَ بابَ فَهمي بِلَذيذِ مُناجاتِهِم وَإنّي أستأذِنُكَ يا رَبِّ أوَّلًا وَأستَأذِنُ رَسولَكَ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) ثانيًا وَأستَأذِنُ خَليفَتَكَ الإمام المُفروضَ عَلَيَّ طاعَتُهُ علي بن أبي طالب (عَلَيْهِ السَّلَامُ). ثمّ قل: وَالمَلائِكَةَ الموَكَّلينَ بِهِذِهِ البُقعَةِ المُبارَكَةِ ثالِثاً.
أأدخُلُ يا رَسولَ اللهِ أأدخُلُ يا حُجَّةَ اللهِ أأدخُلُ يا مَلائِكَةَ اللهِ المُقَرَّبينَ المُقَيمينَ في هذا المَشهَدِ فَأذَن لي يا مَولايَ في الدُّخولِ أفضَلَ ما أذِنتَ لأحَدٍ مِن أوليائِكَ، فَإن لَم أكُن أهلاً لِذلِكَ فَأنتَ أهلٌ لِذلِكَ.
ثمّ قبّل العتبة الشريفة وادخل وقل: بِسمِ اللهِ وَباللهِ وَفي سَبيلِ اللهِ وَعَلى مِلَّةِ رَسولِ اللهِ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) اللهُمَّ اغفِر لي وَارحَمني وَتُب عَلَيَّ إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحيمُ.

محتوى الزيارة

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِينَ الله فِي أَرْضِهِ وَحُجَّتَهُ عَلى عِبادِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِيَر المُؤْمِنِينَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ جاهَدْتَ فِي الله حَقَّ جِهادِهِ وَعَمِلْتَ بِكِتابِهِ وَاتَّبَعْتَ سُنَنَ نَبِيِّهِ صلّى الله عليه وآله حَتّى دَعاكَ الله إِلى جِوارِهِ فَقَبَضَكَ إِلَيْهِ بِاخْتِيارِهِ وَأَلْزَمَ أَعْدائَكَ الحُجَّةَ مَعَ ما لَكَ مِنَ الحُجَجِ البالِغَةِ عَلى جَمِيعِ خَلْقِهِ، اللّهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسِي مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ راضِيةً بِقَضائِكَ مُولَعَةً بِذِكْرِكَ وَدُعائِكَ مُحِبَّةً لِصَفْوَةِ أَوْلِيائِكَ مَحْبُوبَةً فِي أَرْضِكَ وَسَمائِكَ صابِرَةً عَلى نُزُولِ بَلائِكَ شاكِرَةً لِفَواضِلِ نَعْمائِكَ ذاكِرَةً لِسَوابِغِ آلائِكَ مُشْتاقَةً إِلى فَرْحَةِ لِقائِكَ مُتَزَوِّدَةً التَّقْوى لِيَوْمِ جَزائِكَ مُسْتَنَّةً بِسُنَنِ أَوْلِيائِكَ مُفارِقَةً لاَخْلاقِ أَعْدائِكَ مَشْغُولَةً عَنِ الدُّنْيا بِحَمْدِكَ وَثَنائِكَ.

ثمّ وضع خدّه على القبر وقال:

اللّهُمَّ قُلُوبَ المُخْبِتِينَ إِلَيْكَ والِهَةٌ وَسُبُلَ الرَّاغِبِينَ إِلَيْكَ شارِعَةً وَأَعْلامَ القاصِدِينَ إِلَيْكَ وَاضِحَةٌ وَأَفْئِدَةَ العارِفِينَ مِنْكَ فازِعَةٌ وَأَصْواتَ الدَّاعِينَ إِلَيْكَ صاعِدَةٌ وَأَبْوابَ الإجابَةِ لَهُمْ مُفَتَّحَةٌ وَدَعْوَةَ مَنْ ناجاكَ مُسْتَجابَهٌ وَتَوْبَةَ مَنْ أَنابَ إِلَيْكَ مَقْبُولَةٌ وَعَبْرَةَ مَنْ بَكى مِنْ خَوْفِكَ مَرْحُومَةٌ وَالاِغاثَةَ لِمَنْ اسْتَغاثَ بِكَ مَوْجُودَة وَالإعانَةَ لِمَنْ اسْتَعانَ بِكَ مَبْذُولَة وَعِداتِكَ لِعِبادِكَ مُنْجَزَهٌ وَزَلَلَ مَنِ اسْتَقالَكَ مُقالَةٌ وَأَعْمالَ العامِلِينَ لَدَيْكَ مَحْفُوظَةٌ وَأَرْزاقَكَ إِلى الخَلائِقِ مِنْ لَدُنْكَ نازِلَةٌ وَعَوائِدَ المَزِيدِ إِلَيْهِمْ واصِلَةٌ وَذُنُوبَ المُسْتَغْفِرِينَ مَغْفُورَةٌ وَحَوائِجَ خَلْقِكَ عِنْدَكَ مَقْضِيَّةٌ وَجَوائِزَ السَّائِلِينَ عِنْدَكَ مَوْفَّرَةٌ وَعَوائِدَ المَزِيدِ مُتَواتِرَةٌ وَمَوائِدَ المُسْتَطْعِمِينَ مُعَدَّةٌ وَمَناهِلَ الظِّماءِ مُتْرَعَة اللّهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعائِي وَاقْبَلْ ثَنائِي وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَوْلِيائِي بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ إِنَّكَ وَلِيُّ نَعْمائِي وَمُنْتَهى مُنايَ وَغايَةُ رَجائِي فِي مُنْقَلَبِي وَمَثْوايَ.

وقد ذيل في كتاب «كامل الزيارة» هذه الزيارة بهذا القول:

أَنْتَ إِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ اغْفِرْ لاَؤْلِيائِنا وَكُفَّ عَنَّا أَعْدائَنا وَاشْغَلْهُمْ عَنْ أَذانا وَأَظْهِرْ كَلِمَةَ الحَقِّ وَاجْعَلْها العُلْيا وَأدْحِضْ كَلِمَةَ الباطِلِ وَاجْعَلْها السُّفْلى إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ.